يناير 2020

مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر والعلوم الإسلامية

الإمام الأكبر أ.د: أحمد الطيب.png
مما لا شك فيه أن التجديد قضية ملحة وحقيقة قائمة، وأنه ضرورة دينية شرعية وعلمية تتأكد في كل زمان ومكان، وهو مؤشر قوي على حيوية هذا الدين واستيعابه قضايا الأمة الإسلامية، فضلًا عن كونه واجبًا على العلماء والمصلحين.. وقد كثر الكلام عنه وعن الحاجة إليه؛ إذ هو سنة الدين والدنيا معًا، ولا طريق للتجديد المنضبط المنشود إلا بعلماء يعرفون مقاصد الدين العليا، ويمتلكون أدوات الاجتهاد، واثقين بربهم، ويخافون يوم الحساب.
 
 
و«التراث» ميراث الأمم؛ فإن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ، ولا يبدد ميراثَه إلا جاهلٌ أو مجنون، وهذا التراث نعظمه ونقدره، ولا نقدسه، بل ننزِّله منزلته اللائقة به من غير غلوٍّ ولا جفاء، ومن غير إفراطٍ ولا تفريطٍ.
 
 
 
وعلى هذا سارت الأمة قولًا وعملًا؛ فهناك نقول كثيرة تؤكد عدم التقديس، وتدعو إلى ضرورة التجديد، ومن مأثورات أقوال العلماء:
 كلٌّ يُؤخذُ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
 
 لم يجتمع الحقُّ في شخص واحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
 الحق لا يعرف بالرجال.
 
 العلم بحر لا ساحل له، وهو مفرَّق في الأمة، موجودٌ لمن التمسه، وغير ذلك كثير.
 
وأما عمليًّا فمن المتواتر أن أصحاب الأئمة الفقهاء خالفوا شيوخهم فيما ظهر لهم خطؤه، أو رجحان غيره عليه، وما مخالفات أبي يوسف القاضي، ومحمد بن الحسن الشيباني لأبي حنيفة منا ببعيدٍ.
 
 
 
والنماذج الدالة على هذا كثيرة في تراثنا التَّليد؛ فمنذ أن وجد الفقه كان الترجيح والاختيار، ومنذ أن وجدت المرويات كان نقدها وتمحيصها، فالتجديد كان ولا يزال مصاحبًا للتراث؛ فالمشكلة بين التراث والحاضر مفتعلة، ولا مستند لها من عقل أو نقل.
 
 
 
والأزمة التي يعيشها التجديد الآن: أن بعض من يدعون إليه يطلقونه ويريدون به التبديدَ، وكذا بعض من يعارضونه، هم في الواقع أصحاب دعوات تبديدية، وأعداء للتجديد.
 
والتجديد الذي ينادي به الأزهر الشريف ويتلمس سبل تحقيقه، ينطلق من كتاب الله، وصحيح السنة، وصريح المعقول، ويحافظ على الأصول، ويبني عليها، ويعرف الثوابت، ويستمسك بها، ويدرك المتغيرات، ويلين معها، وينفتح على الآخرين؛ ليفيد ويستفيد.
 
ومن أقبح ما في التساهل أنه يخلق للتشدد، ومن أقبح ما في التشدد أنه يخلق تربة خصبة للتساهل! وعلاج هاتين الحالتين القبيحتين هو الوسطية، والوسطية وحدها.
 
ورغم ما بذله الأزهر على مدار تاريخه الطويل من ممارساتٍ وجهودٍ في التجديد متسلحًا بمنهجه الوسطي وتاريخه الطويل الذي يربو على ألف عام، وبكوكبة من خيرة الأئمة والعلماء، إلا أن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رأى أهمية الدعوة لعقد مؤتمر عالمي تحت عنوان "مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر والعلوم الإسلامية" يحضره علماء الأمة وفقهاؤها وممثلو المدارس والمجامع الفقهية المعتبرة من جميع أنحاء العالم؛ لإيمانه الراسخ بضرورة وضع تعريف دقيق للتجديد، تنظيرًا وتطبيقًا، ولتيقنه أنَّه لا يمكن لشخص أو هيئة منفردة أن تتصدى لهذه المهمة الجليلة.
 
 
ومن هنا كانت ضرورة عقد مؤتمر للتجديد في الفكر والعلوم الإسلامية في عصرنا الحالي ؛ لإزالة الالتباس عن «التجديد»، يجلي حقيقته، ويوضح منطلقاته، وليعلن المؤتمرون فيه عن بداية جديدة لإطلاق نظر المجتهدين في مختلف القضايا والمشكلات المعاصرة، والتي أحجم كثيرون عن اقتحامها أو في أحسن الأحوال بالكاد لامسوا أطرافها على خوف واستحياء.
 
 
 
وعقد المؤتمر على مدار يومين تحت رعاية كريمة من السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبحضور السيد المهندس/ مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وارتكزت المحاور الرئيسة للمؤتمر على أطر مفاهيم التجديد وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.
 
ويأتي هذا في إطار الجهود التي يقودها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في تجديد الفكر الإسلامي، وتحرير مفهوم الخطاب الديني، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، لمواجهة التحديات التي تواجه عالمنا العربي والإسلامي في المرحلة الراهنة.
 
 وناقشت محاور المؤتمر: شروط التجديد ودواعيه وضوابطه، والأحكام الشرعية بين الثابت والمتغير، والمؤسسات المعنية ودورها في التجديد، وعرض مظاهر التجديد التي قام بها الأزهر قديمًا وحديثًا.
 
كما تناولت المحاور: تفكيك المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالجهاد والقتال في الخطاب الدعوي عبر الفضاء الإلكتروني، والتركيز على إبراز المواطنة من خلال رؤية شرعية معاصرة، وكذلك الحديث عن دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي، مثل مؤسسة الأزهر الشريف، ووزارات الأوقاف، ودور الإفتاء، والجامعات والمعاهد العلمية.
 
كما ناقش أيضًا: تحديات التجديد، وعلى رأسها ما يشيعُه البعض من تكفير الأمة واعتزالها في الخطاب الدعوي، وتقديس الجماعات الإرهابية للفرد، واستخدام الشعارات الدينية لتحقيق أغراضها، ومناقشة دموية الفكر الإرهابي، وأخيرًا المؤثرات السياسية والاقتصادية والأمنية والتكنولوجية على التجديد.
 
 
 
كلمة الإمام الأكبر
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
الحمد لله، وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومَن سلك دربه ونهج نهجه..
 
 
 
دولة الرئيس مصطفى مدبولي نائبًا عن ســيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي – رئيس جمهـورية مصر العــربية، حفظه الله وسدد خطاه!
 
أصحاب الفضيلة علماء المسلمين من كل بقاع الدنيا!
 
الحفـــل الكـريم!
 
السلام عليكم ورحـمة الله وبركاته .. وبعد
 
فمرحبًا بكم جميعًا وبضيوفنا الأعزاء، ضيوف مصر الكنانة، في هذا المؤتمر الأول من نوعه، مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي، ونشكركم على تفضلكم بتلبية الدعوة وتجشمكم عناء السفر، وأهلًا بكم ومرحبًا، وشكرًا جزيلًا على مشاركتكم وتشريفكم.
 
هذا وإن موضوع تجديد الفكر الإسلامي، أو الخطاب الديني، لهو موضوع واسع الأرجاء، مترامي الأطراف، وقد بات في الآونة الأخيرة مفهومًا غامضًا وملتبسًا؛ لكثرة تناوله في الصحف وبرامج الفضاء، وممن يدري ومن لا يدري، ومن الموهوبين في مهارة التحدث في أي موضوع، دون دراسة كافية أو إعداد علمي سابق.. ولكل ذلك لا يمكن الحديث عن هذا الموضوع حديثًا علميًّا في كلمة محدودة زمانًا ومساحة.. أما إن كان ولا بد فقصارى الأمر فيه أن يجيء حديثًا أشبه بالإشارات والتنبيهات.
 
وأول ما تنبغي الإشارة إليه هو بيان أن العلاقة بين «التجديد» وبين بقاء الإسلام دينًا حيًّا يقدم الخير للبشرية جمعاء -هي علاقة التطابق طردًا وعكسًا، وهما أشبه بعلاقــة الوجهين في العملة الواحدة، لا ينفصم أحدهما عن الآخر إلا ريثما تفسد العملة بوجهيها وتصبح شيئًا أقرب إلى سقط المتاع.
 
 
وشهادة التاريخ تثبت أن الإسلام ظل -مع التجديد- دينًا قادرًا على تحقيق مصالح الناس، وإغرائهم بالأنموذج الأمثل في معاملاتهم وسلوكهم، بغض النظر عن أجناسهم وأديانهم ومعتقداتهم؛ وأنَّه مع الركود والتقليد والتعصب بقي مجرد تاريخ يعرض في متاحف الآثار والحضارات، وغاية أمره أن يأرز إلى دور العبادة، أو يذكر به في المواسم والمآتم والجنائز على القبور.. وهذا المصير البائس لا يزال يشكل أملًا لذيذًا، وحلمًا ورديًّا يداعب خيال المتربصين في الغرب والشرق، بالإسلام وحده دون سائر الأديان والمذاهب، ومن هؤلاء مَن ينتمي إلى هذا الدين باسمه وبمـولده.
 
 
وممَّا يجـب أن يتنـبه إليـه المسلمون ويلفتـوا أنظارهم إليـه، أن قانـون التجـدد أو التجديد، هو قانون قرآني خالص، توقف عنده طويلًا كبار أئمة التراث الإسلامي، وبخاصة: في تراثنا المعقول، واكتشفوا ضرورته لتطور السياسة والاجتماع، وكيف أنَّ الله تعالى وضعه شرطًا لكل تغير إلى الأفضل، وأنَّ حال المسلمين بدونه لا مفرَّ له من التدهور السريع والتغـير إلى الأســوأ في ميادين الحيـاة.
 
 
 
وقد اسـتند علماؤنا في أنظارهم هذه إلى آيات من القرآن الكريم تشير تلميحًا أو تصريحًا إلى هذا القانون.. مثل قولـه تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الأنفال: 53]، {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل: 88] {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} [ق: 15]، {أَلَا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} [الشورى: 53]، {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 53]. كما استندوا كذلك إلى حديث صحيح صريح في هذا الباب، هو قوله ﷺ: «إنَّ اللهَ يبعث لهذه الأمةِ على رأس كل مئةِ سنةٍ مَن يجدِّد لها دينَها».
 
 
ومن نافلة القول التأكيد أو التذكير بأن أحكام الدين الإسلامي تنقسم إلى ثوابت لا تتغير ولا تتجدد، وهي الأحكام القطعية الثبوت والدلالة، وسبب ثباتها في وجه قانون التطور، الذي هو سنة الله في خلقِه، هي أنها قابلةٌ للتطبيق في كل زمان ومكان، وهذه الأحكام معظمها مما يدخل في باب العقائد والعبادات والأخلاق، وقليل منها يتعلَّق بنظام الأسرة ومجالات أخرى ضيقة.. فالمسلم يصلي في عصر الفضاء مثلما كان سلفُه يصلي في عصر الصحراء والإبل دون فرق.. وكذلك الصائم والمزكي، وكذلك الحج الذي بَقِيَ على صورته منذ قرابة خمسة عشر قرنًا من الزمان، وقل مثل ذلك في سائر الثوابت بنص قاطع أو بإجماع الأئمة.
 
 
ثم يأتي النوع الثاني من الأحكام القابلة للتبدل والتغيير، وهي الأحكام المختصة بمجالات الحياة الإنسانية الأخرى، مثل الأحكام المدنية والدستورية والجنائية والاقتصادية والسياسية والسيرة الاجتماعية والبيع والشراء، وأنظمة الحكم والعلاقات الدولية والآداب العامة، وعادات الناس في المسكن والمأكل والملبس.. وما إلى ذلك..
 
 وفي هذه المجالات ترد أحكام الشريعة الإسلامية في صورة أطر كلية ومبادئ عامة، تتسع لتطبيقات عدة وصيغ مختلفة، كلها مشروع ما دام يحقق مصلحة معتبرة في الشرع والأخلاق.. «ويضرب المجددون من علمائنا المعاصرين مثلًا لهذا النوع موضوع: «البيع»، الذي تعالجه القوانين المعاصرة في مجلدات، فإذا ذهبتَ تستقرئ أحكامه في القرآن الكريم فلن يطالعك منها إلا ثلاثةُ أحكام فقط.. ومثل ذلك يقال على أحكام الفقه الدستوري التي لم يقرر فيها القرآن أكثر من ثلاثة مبادئ: الشورى والعدل والمساواة، والشيء نفسه يقال على أحكام العقوبات والقوانين الاقتصادية وغيرها».
 
الحــفل الكـريم!
 
لا يتسع المقام لبيان الأسباب التي أدت إلى غلق باب الاجتهاد وتوقف حركة التجديد، ولا لبيان موقف العلماء المسلمين وغيرهم من المفكرين وأصحاب الأقلام من هذه القضية في عصرنا الحديث، ولكن أُشير بإيجازٍ شديدٍ إلى أن نظرة سريعة اليوم على الساحة الثقافية الإسلامية وغير الإسلامية تظهر عدم الجدية في تحمُّل هذه المسئولية تجاه شبابنا وتجاه أمتنا؛ فقد صمت الجميع عن ظاهرة تفشي التعصب الديني، سواء على مستوى التعليم أو على مستوى الدعوة والإرشاد، ومع أن دعوات التعصب هذه لا تعبِّر عن الإسلام تعبيرًا أمينًا، إلا أنها تحظى بدعمٍ ملحوظٍ ماديٍّ وغير ماديٍّ.
 
يضاف إلى ذلك ظهور كتائب التغريب والحداثة، التي تفرغت لتشويه صورة رموز المسلمين، وتلويث سمعتهم والسخرية من تراثهم، وأصبح على كثيرٍ من الشباب المسلم أن يختار في حلبة هذا الصراع: إما الانغــلاق والتعصب والكراهية والعنف ورفض الآخر، وإما الفراغ والتيه والانتحار الحضاري، وإذا كان تيار الانغلاق قد أخفق في رسالته بعد ما راهن على قدرة المسلمين على العيش والحياة بعد أن يوصدوا أبوابهم في وجه حضارة الغرب وتدفق ثقافته، وتراجع بعد ما خلف وراءه شبابًا أعزل لا يستطيع مواجهة الوافد المكتسح.. أقول: إذا كان هذا التيار قد أخفق، فإن تيار المتغربين والحداثيين لم يكن بأحسن حظًّا من صاحبه، حين أدار هذا التيار ظهره للتراث، ولم يجد حرجًا ولا بأسـا في السخرية والنيل منه، وكان دعاته كمن يغرد خارج السرب، وزادوا المشهد اضطرابًا على اضطرابٍ.
 
واليوم لا يخامرنا أدنى شك في أنَّ التيار الإصلاحي الوسطي هو الجدير وحده بمهمة التجديد الذي تتطلع إليه الأمة.. وأعني به التجديد الذي لا يشوه الدين ولا يلغيه.. وإنما يأخذ من كنوزه ويستضيء بهديه، ويترك ما لا يناسب من أحكامه الفقهية إلى فتراتها التاريخية التي قيلت فيها وكانت تمثل تجديدًا استدعاه تغير الظروف والأحوال يومذاك. فإن لم يعثر على ضالته فعليه أن يجتهد لاستنباط حكم جديد ينسجم ومقاصد هذا الدين. وهذا ما نأمل أن يعكسه- في صدق وأمانة- مؤتمركم .. مؤتمر علماء المسلمين بالأزهر اليوم.
 
وأختم كلمتي بأن هذا المؤتمر ليس مؤتمرًا نمطيًّا ولا تكرارًا لمؤتمرات سابقةٍ، وإنَّما هو مؤتمر يضطلع بمهمة مناقشة قضايا جزئية محددة، وإعلان فيصل القول فيها، وقد اكتشفنا أن القضايا التي هي محل التجديد قضايا كثـيرة، لا يستوعبها مؤتمر واحد؛ لذلك قرر الأزهر الشريف إنشاء مركز دائم باسم: «مركز الأزهر للتراث والتجديد» يضم علماء المسلمين من داخل مصر وخارجها، كما يضم مجموعةً من أساتذة الجامعات والمتخصصين في مجالات المعرفة ممَّن يريدون ويرغبون في الإسهام في عملية «التجديد» الذي ينتظره المسلمون وغير المسلمين.
 
شــكـرا لحســـن استماعكم؛
 
 
 
والسلام علـيكم ورحمة الله وبركاته.
 
شـــيخ الأزهـــر
 
أحـمـد الطــيب
 
 
البيان الختامي
ندوات ومؤتمرات

اشترك لمتابعة الأخبار

جميع الحقوق محفوظة لموقع الإمام الطيب 2024