بيان الأزهر الشريف حول "استكمال أهداف الثورة المصرية واستعادة روحها"
17 من صفر 1433ﻫ، الموافق 11 من يناير 2012م
نص البيان:
بمبادرة وطنية من الأزهر الشريف وبمشاركة كريمة من مجلس الوزراء، والكنيسة المصرية الوطنية، والقيادات الشعبية، وفي هذا اليوم التاريخي، عيد الثورة المصرية الأول، الثورة التي أبهرت العالم بخصائصها غير المسبوقة، وطابعها السلمي الخالص، وحرصها على الإجماع الوطني لمصر بكل رجالها ونسائها، واستيعابها لأحدث أسلحة العصر في ثورة الاتصالات العالمية، لتنجز أول أهدافها الثورية، وهو: تخليص مصر من حقبة اتسمت بالفساد والضعف، والقمع والظلم، - في هذا اليوم تعود مصرُ كلها اليوم إلى هذا المكان الذي شهد ميلاد الثورة، وشهد تضحيات الشباب الوطني المخلص، ممن قدموا أرواحهم فداء لمصر، تعـود مصر اليوم إلى "ميدان التحرير" الذي دخل بحروفه العربية كل لغات العالم، وأثَّر بروحه الديمقراطية على العديد من شعوب الشرق والغرب.
اليوم: مصر الميدان ومصر البرلمان، مصر الجيش ومصر الشعب، مصر الحكومة، ومصر الأزهر، مصر الوطن ومصر العروبة، مصر الإسلام ومصر المسيحية، مصر التاريخ والتراث، ومصر الحاضر والمستقبل، مصر التدين الأصيل ومصر الحريات المدنية الكاملة، تطالع اليوم العالم كله بوجهها الثوري النبيل، معلنة هذه الالتزامات الوطنية:
1- الحفاظ على روح هذا الميدان كما كانت خلال الأيام الثمانية عشرة التي غيَّرت مجرى التاريخ المصري، وجمعت كل أبناء الوطن على كلمة سواء.
2- التعاهد الوطني – باسم كل القيم السابقة - على استكمال أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير.
3- التوافق الوطني على رعاية كل مكونات هذا الوطن، دون غلبة أو هيمنة أو إقصاء أو انحياز.
4- تأكيد حق المواطن الدستوري في محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، ومنع المحاكمات العسكرية للمدنيين، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.
5- سرعة المحاكمات بما لا يخل بحرمة الحق ومقتضى العدل وواجب النزاهة.
6- استكمال الوفاء بحقوق أسر الشهداء والمصابين في العلاج والتعويض والعمل والرعاية التامة.
7- المضي في البناء الديمقراطي لمؤسسات الدولة وإتمام تسليم السلطة للمدنيين في موعده المحدد دون إبطاءٍ.
8- الالتزام بما أسفرت عنه الانتخابات النزيهة الحرة من نتائج، والتعاون بين شباب الثورة جميعًا وممثلي الشعب المنتخبين في بناء مصر المستقبل تحت مظلة الديمقراطية وعلى أساس من الشرعية البرلمانية والتوافق الوطني.
9- القضاء على آثار السياسات القمعيَّة، والفساد الشامل، مع العمل الجاد على بناء اقتصاد مصري قوي، يستثمر كل إمكانات مصر، ويحقق العدالة لجميع أبنائها.
10- عودة الدور الوطني المصري في ريادة المنطقة، والإسهام في السياسة الدولية بقرارٍ حرٍّ دون تبعية أو انحياز.
11- عودة الجيش الوطني- ذخرِ الوطن وحامي انتفاضاته الثورية- إلى دوره في حراسة حدود مصر وأمنها القومي.
12- إطلاق طاقات الشعب، وبخاصة شبابه الثوري الناهض لبناء المجتمع والدولة، ومحاربة التخلف والفقر والمرض والجهل، والنهوض بمصر ســياسيًّا واقتصـاديًّا وأخــلاقيًّا لتكون الأنموذج المضيء لأمة العرب والمسلمين.
والله خير الشاهدين، وهو حسبنا ونعم الوكيل؛؛؛
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أ.د أحمد الطيب
شيخ الأزهر الشريف
تحريرًا في مشيخة الأزهر:
17 من صفر 1433ﻫ
الموافق 11 من يناير 2012م